دور التراث الثقافي غير المادي في الحياة السياسية والاقتصادية للمجتمع المصري
عقد المجلس الأعلي للثقافة ندوة "دوردور التراث الثقافي غير المادي في الحياة السياسية والاقتصادية للمجتمع المصري" التراث الثقافي غير المادي في الحياة السياسية والاقتصادية للمجتمع المصري"التي نظمتها لجنة الاقتصاد والعلوم السياسية بالتعاون مع لجنة التراث غير المادي بالمجلس، أدارت الندوة الدكتورة عادلة رجب.
بدأت الندوة بكلمة الدكتور محمد أحمد مرسي أستاذ العلوم السياسية بالتنويه على أن تلك الندوة كان مخطط لها منذ فترة كبيرة وكان والده الراحل الكبير وأستاذ التراث الدكتور أحمد مرسي حريص كل الحرص علي حضورها والتحدث فيها ، وأكد علي ضرورة وجود رؤية واضحة شاملة يتولاها أكثر من متخصص ومفكر لكي يتحقق ما حمله عنوان الندوة ، تلك التخصصات تستطيع أن تخرجنا من عالم متشابه إلي عالم متفرد، فمصر دولة فريدة استطاعت في مجال استراتيجي متفرد كونته من خلال قوة معرفية وحضارية خاصة جدا ..وليست قوة عسكرية ، فالتواجد المصري في المنطقة أنتج قماشة من نسيج واحد ورغم ذلك هناك عناصر مشتركة تمكنا من التفاعل القوي مع بلدان المنطقة ، وأضاف أن "السمسمية " علي سبيل المثال موجودة في مصر وأثيوبيا ، لذا يجب أن نفكر كيف نستغل هذا سياسيا ، كذلك هناك التراث النوبي والسناوي والتراث في سيوه ..هناك الكثير من التداخل والاضطرابات يمكن أن ينتج منها تكامل بين الاختصاصات إذا بحثنا في تراث تلك المناطق ، وعن قيم المجتمع المصري قال أن قيمة "العمل "هي القيمة الأهم ، وعن الفنون والحرف التقليدية قال أنها تعد وسيلة فعالة لإحداث تنمية مستدامة بشكل بسيط ومباشر ومن هنا كما أوضح جاءت فكرة تلك الندوة لنصيغ كيف يمكننا تضافر كل تلك العناصر لاستغلالها في تنمية مجتمعاتنا .
ثم تحدثت الدكتورة نهلة إمام عن التنمية المستدامة وقالت أن هذا الموضوع شغلها كثيرا كذلك فكرة استغلال الحرف ومنتجاتها في التنمية المستدامة لأن العودة للتراث أصبح ملح وبشدة في تلك المرحلة من حياة الشعوب ، فالإنسان البدوي يعرف كيف يستخرج الماء من تحت الأرض وكيف يعيش ومتي يأكل ، وهذا كما أشارت ما يطلق عليه "النمط " هذا النمط هو عنصر هام من عناصر التراث ، وأضاف أن لجنة التراث قررت منذ فترة أن تتفاعل مع مشكلات المجتمع فعقدة ندوة هامة عن "الغاريمات"دعي إليها عدد من رجال الدين والقضاء وغيرهم ممن لهم صلة بهذا الموضوع الشائك ورأينا أن العادات هي ما سببت تلك الأزمة وجعلت من تلك الفئة فئة تحت طائلة القانون ، عادة الإعداد للزواج والكم الهائل الذي تستعد به كثيرا من الأسر المصرية في متطلبات الزواج ، وخرجنا بضرورة تعديل هذا السلوك كذلك إلغاء وصولات الأمانة ، كذلك تناولنا موضوع الهجرة غير الشرعية ، ثم تحدثت عن عدد من الأتفاقيات والمعارك الدولية التي خاضتها الدولة المصرية ووزارة الثقافة واللجنة في تسجيل بعض من
تراثنا في ملف اليونيسكو، وعن تجربة رمسيس ويصا واصف وصوفي حبيب تحدثت الدكتورة نادية أبو غازي أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بأن المعماري والفنان رمسيس ويصا عند عودته من باريس في الثلاثينات وجد أن العمارة المصرية افتقدت الطابع الجمالي والبيئي والحضاري، ففقدت طابعها المميز وهوينها ، وأفقدت أو كادت تفتقد الإنسان إنتمائه الوطني ، وبالمثل إنتايه القلق علي مصير الحرف التراثية مع انتشار الالة وغيرها من العوامل المهددة للحرف التراثية لذا كما قالت شرع في تجارب قليلة لحماية الحرف التراثية وقام بتجربته "الحرانية " التي بدأت في مطلع الخمسينات من القرن الماضي ، ولقد كان الدافع الأساسي وراء هذه التجربة حماية الحرف التراثية اليدوية وإعداد جيل يعيد التراث ويحميه ، فقد كانت نظرة رمسيس ويصا للحرف كمفردة من مفردات الهوية الوطنية ، ومن ثم وجب الحفاظ عليها من الإندثار ، فقام لذلك بإنشاء مركزه الفني المتخصص في السجاد اليدوي عام ١٩٥٢ ، وقد شاركته في تحقيق هذا الحلم الذي تحقق زوجته صوفي الزوجة والفنانة.